في ليلة ملحمية حبست الأنفاس، ووسط أجواء جماهيرية صاخبة في ملعب "لا كارتوخا" بمدينة إشبيلية، دوّن برشلونة صفحة جديدة من المجد في سجل الكلاسيكو بعدما قلب تأخره أمام ريال مدريد إلى فوز مثير، توّج من خلاله بلقب كأس ملك إسبانيا للمرة الثانية والثلاثين، لم تكن مجرد مباراة، بل ملحمة تجسدت فيها روح القتال، واشتعلت تفاصيلها بالإثارة والدراما، لتنتهي بانتصار كتالوني سيظل عالقًا في ذاكرة عشاق كرة القدم.
منذ اللحظات الأولى بدأ الإصرار جليًا على وجوه لاعبي البلاوغرانا، وما هي إلا دقائق حتى دوّى الملعب فرحًا بعدما أطلق بيدري قذيفة لا تُرد ولا تُصد، عانقت شباك كورتوا وأعلنت تقدم البرشا بهدف أول أشعل المدرجات وأوقد فتيل المواجهة.
لم يستسلم ريال مدريد وجاء الرد عبر نجمه الجديد كيليان مبابي الذي سجل هدف التعادل من كرة ثابتة وسط ذهول الدفاع الكتالوني، وما هي إلا دقائق، حتى أضاف تشواميني الهدف الثاني بضربة رأسية مباغتة وضع بها الميرينغي في المقدمة.
لحظات ثقيلة مرت على عشاق برشلونة، لكن الإيمان لم يغادر قلوبهم، ومثل طائر الفينيق نهض الفريق من رماده، ليأتي الرد عبر فيران توريس هدّاف البطولية بالرغم من مقعده على الدكة، الذي روض تمريرة ساحرة من لامين يامال وتلاعب بكورتوا قبل أن يودع الكرة الشباك في الدقيقة 84 معيدًا الحياة إلى الفريق ومشعلاً الأمل من جديد.
اتجهت المباراة إلى الأشواط الإضافية، وهناك كان الموعد مع كتابة المجد، فبينما كان الجميع ينتظر ركلات الترجيح خطف جول كوندي الأضواء عندما ارتقى فوق الجميع وأسكن كرة رائعة في مرمى مدريد مانحًا برشلونة التقدم في الدقيقة 116 وسط احتفالات هستيرية من اللاعبين والجماهير.
شهدت الدقائق الأخيرة من المباراة اشتباكات وتوترات انتهت بطرد روديغر من جانب الريال بينما وقف البرشا صامدًا حتى صافرة النهاية معلنًا تتويجه المستحق بلقب ملك كأس الملك الثاني والثلاثين في صفوف فريقه وراسماً لوحة تاريخية من المجد والانتصار في واحدة من أعظم ليالي الكلاسيكو.
هكذا أثبت برشلونة للعالم أجمع أن روح القتال لا تموت، وأن الكبرياء الكتالوني ينهض دائمًا وقت الشدائد ليتوَّج بطلًا لكأس الملك ويكتب فصلًا جديدًا من حكاية العظمة ينطلقُ بها نحو الثلاثية التي يطمح بها كُل عاشق ومحب للكيانِ الكتلوني .