حوادث السير لم تعد مجرد أرقام في الإحصائيات، بل تحولت إلى نار تستعر على طرقاتنا، تلتهم الأرواح وتحيل الشوارع إلى ساحة حرب دامية، هذا التصاعد المخيف يشبه كرة ثلج هوت من قمة جبل، تزداد حجمًا وفتكًا مع كل دحرجة، لتغدو خطرًا يهدد الجميع.
السرعة المتهورة أشبه بركوب عاصفة جامحة، لحظة طيش قد تقود السائق إلى الهاوية، واستخدام الهاتف خلف المقود كالسير بعينين مغلقتين في طريق مزدحم، جهل مطبق بما يحيط بنا وبالخطر المتربص، أما القيادة تحت تأثير المسكر أو المخدر، فهي كقيادة أعمى في غابة من الضباب، لا يرى سوى أشباح تقوده نحو الهلاك.
طرقاتنا المتهالكة تحولت إلى فخاخ مميتة، تفاجئ السائقين في أسوأ اللحظات، وضعف الوعي المروري هو الجهل بعينه في عصر المعرفة، يدفع إلى قرارات طائشة وسلوكيات خطرة تزيد من احتمالية الكارثة.
إن نتائج هذه الحوادث تتجاوز الخسائر البشرية الفادحة، لتشمل خسائر مادية جسيمة، وإعاقات دائمة تكسر القلوب، وأحزانًا لا تندمل في نفوس الأهل والأصدقاء، كعواصف تقتلع كل جميل في طريقها.
لمواجهة هذا النزيف المستمر على طرقاتنا، لا بد من غرس بذور الوعي المروري في عقول السائقين، وتشديد العقوبات على المخالفين ليكونوا عبرة لغيرهم.
كما يجب تحويل طرقاتنا إلى شرايين آمنة من خلال تطوير بنيتها التحتية، ولا ننسى أهمية تسخير التكنولوجيا الحديثة، كالكاميرات والأنظمة الذكية، لتكون العين الساهرة التي تحمي أرواحنا وترصد كل خطأ.
إن التهاون في معالجة هذه الكارثة هو كمن يشاهد النيران تلتهم منزله دون أن يحرك ساكنًا، المسؤولية تقع على عاتقنا جميعًا، أفرادًا ومؤسسات، لنجعل طرقاتنا آمنة ونوقف هذا النزيف الذي يهدد مستقبلنا.