وُلد الشهيد موفق السلطي في عمان عام 1939، ونشأ يحمل في قلبه عشق الأرض وكرامة السماء، يحلم بالفضاء الواسع ويرنو إلى الأعالي، التحق مبكرًا بسلاح الجو الملكي الأردني، حيث أصبح طيّارًا لا يعرف الخوف إلى قلبه سبيلًا.
في صباح الرابع عشر من تشرين الثاني عام 1966، دوت صفارات الإنذار في قاعدة الحسين الجوية، وكان الشهيد موفق في زيارة للقاعدة، و دون تردد، انطلق مع زملائه الطيارين لصد العدوان الإسرائيلي الغاشم على قرية السموع في قضاء الخليل، قاتل الأبطال ببسالة ونجحوا في دحر طائرات العدو، وكانت طائرة موفق آخر من غادر سماء المعركة.
لكن الغدر لم يفارق الطائرات المعتدية؛ إذ باغتت طائرته عدة مقاتلات إسرائيلية، وأصابوها إصابات مباشرة، تمكن موفق من القفز بمظلته، إلا أن طائرات العدو الجبانة لاحقته أثناء هبوطه، وأمطروه برصاص مدافعهم، فاستُشهد في الجو، وسقط جسده الطاهر قريبًا من الحدود الأردنية.
استُشهد موفق السلطي، لكنه لم يسقط، بل ارتقى نجمًا لا ينطفئ، وظلت روحه الطاهرة ترفرف فوق جبال الأردن ووديانه، تهمس للأجيال أن الأوطان لا تُصان إلا بعرق الأوفياء ودماء الشجعان.