سمعنا مؤخرا بشكل مكثف ومتزايد بمصطلح التعليم أو التعلم عن بعد، ليس محليا فحسب بل وعلى نطاق واسع حول العالم، والسبب كان تفشي جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، وكان الظرف يتطلب اللجوء إلى نظام التعلم عن بعد..
واليوم يتم اللجوء إلى نظام التعليم هذا من حين لآخر، إلا أن الكثيرين يرون أن لهذا النظام وبرغم إيجابياته العديد من السلبيات، ولذلك سوف نقوم في هذا التقرير بتسليط الضوء على هذا الجانب.
ما المقصود بالتعلم عن بعد
التعلم عن بعد هو التعلم عبر الانترنت والشبكات العالمية من خلال المنصات والمنتديات أو البرامج الخاصة، وهو وسيلة تعليمية حديثة النشأة تهدف إلى تقديم التعليم إلى المتعلم في أي مكان كان من خلال شيكة الانترنت.
وظهر التعليم عن بعد بداية في نهاية السبعينات من القرن الحالي بواسطة الجامعات الأوروبية والأمريكية، حيث كانت ترسل البرنامج التعليمي للطلبة بواسطة البريد، وكانت تتمثل حينها بالكتب وشرائط التسجيل والفيديوهات، ويشترط على الطلبة القدوم إلى الحرم الجامعي في موعد الاختبارات النهائية فقط .
هناك مجموعة من إيجابيات التعلم عن بعد وكذلك سلبيات :
إيجابيات التعلم عن بعد أنه هناك فوائد لقدرة التعليم عن بعد على مواجهة التحديات التي تتصل بالتعليم الصفي، فلا يوثر فيه غياب الطالب عن موعد الدرس، كما يقلل من هدر الوقت والمال في سبيل الوصول الى المدرسة أو الجامعة.
كذلك من إيجابيات التعلم عن بعد اختيار الوقت والمكان المناسبين لتلقي المادة التعليمية، كما يمكن اخذ قسط من الراحة والابتعاد عن مصادر الألهاء اثناء الدراسة، أيضاً ساهم التعلم عن بعد في تطوير مهارات الطلاب الفكرية، حيث أن الطالب عند مواجهته لمشكلة ما، يقوم بشتى وسائل البحث عن المعلومة دون الأعتماد على المعلم، مما أدى إلى رفع مستوى المهارات المهنية لدى الطالب، من خلال استخدام التكنولوجيا المتطورة.
ويتصف أيضاً بالملائمة فأنه يناسب كافة الأفراد، كذلك مرونة التعلم عن بعد حيث تتمثل بإتاحة الفرصة والخيارات أمام المتعلم وفقاً لرغبته في المشاركة، وإمكانية جدولة الحصص للطالب والمعلم حسب الظروف، إضافة إلى ذلك إتاحة فرصة مساعدة الآباء لأبنائهم في عملية التعليم في الوقت الذي يناسبهم.
ومن أهم مميزات التعليم عن بعد من وجهة نظري كطالب، أنه أتى لصالح الطالب الخجول والانطوائي، الذي قد يوثر خجله في المشاركة بشكل مباشر، مما يوثر على سوء تحديد مستواه التعليمي بشكل دقيق.
لكن لكل شيء سلبياته، ومن سلبيات التعلم عن بعد أنه يمحو دور المعلم الفاعل، الذي لا ننكر دوره في التوجيه التعليم والأهم دوره التربوي أيضاً وتأثيره على سلوكيات الطالب، أيضاً من أحدى سلبياته أنه يودي الى نقص التفاعل الاجتماعي بين الطلاب، وتبادل الخبرات الشخصية، وصعوبة تكوين علاقات اجتماعيه، مما قد يودي الى انعزال الطالب .
كما قد يحدث مشاكل تتعلق في الانترنت، من حيث وجوب الاتصال الثابت للأنترنت، وضرورة وجود كاميرا أحياناً، وتوفر جهاز الكمبيوتر، حيث أن الاعتماد على هذه الأدوات بات أساسيا في عملية التعلم عن بعد، للأسف في الوقت ذاته الذي تفتقر بعض المناطق الى تلك الأساسيات.
وليس خفيا هناك ظروف قد تجبرنا إلى اللجوء إلى التعلم عن بعد، واكبر مثال مررنا به هو جائحة كورونا، فكان الحل للتعويض الدراسي واستمراريته هو التعلم عن بعد.
ورغم تعدد وسائل التعليم واختلافها، يبقى الجهد الأول على الطالب، في الاجتهاد والمتابعة والالتزام فهذا كله لأجلكم.