الشّطرنج أحد أبرز وأشهر رياضات العقل القديمة، التي يترتب عليها مجهود ذهني كبير، يلعبها لاعبان على لوحة مرقعة بالمربعات البيضاء والسّوداء غالبًا، بواسطة قطع مخصصة ملونة بلونين مختلفين لكل لاعب، ويتحقق الفوز عند محاصرة ملك الخصم بطريقة لا يستطيع الإفلاتَ بعدها، يمكن أن ينفّذها اللّاعب بأسلوب محدّد، بعد تحريك القطع عند مواضع معينة.
تهدف رياضة الشطرنج إلى العديد من الفوائد، أهمها تقوية التركيز؛ حيث تتطلب تركيزًا كبيرًا في كل قرار يتخذه اللاعب، وتعمل على تطوير الإبداع وزيادة الثقة بالنفس من خلال الخطط والاستراتيجيات المختلفة أثناء اللعب، وتنشيط الدماغ وتعزيزه؛ فهي تساعد على تقوية الدماغ واتخاذ القرارات المتعلقة بالجانبين البصري والتحليلي، وتطوير عدة مهارات كالتحلي بالصبر والهدوء وعدم التسرع ومواجهة الضغط.
تدعم رياضة الشطرنج مواجهة الفشل والتفكير بحكمةٍ للتعلم من الأخطاء وإدراك التصرفات -وخصوصًا لدى الأطفال-؛فيراقبون قراراتهم سواء أكانت في اللعبة أو في حياتهم اليومية ويحللونها حتى يحصلوا على أفضل النتائج دائمًا.
ويحفز الشطرنج على توطيد العلاقات الاجتماعية، فتجمع هذه الرياضة الناس من مختلف الأجناسِ والفئات العمرية عن طريق المباريات والمسابقات التي تُقام منذ نشأتِها.
يقول موريس أشلي، أول محترف شطرنج أمريكي من أصل إفريقي: "الشطرنج يغير حياة الناس، أنا أرى ذلك في الطلاب الذين أدرسهم. لقد قمت بتدريب العديد من الأطفال في هارلم، وفي بروكلين، يمرون بظروف صعبة… لقد شاهدت نفس هؤلاء الأطفال وهم يتعلمون ويستفيدون من فوائد الشطرنج، وآثاره في بناء الشخصية سواء كان ذلك من خلال التفكير النقدي، أو ابتكار حلول أفضل للمشكلات، ناهيك عن تحسن مهاراتهم في التركيز. لقد أخذوا تلك الصفات والمهارات إلى حياتهم اليومية والشخصية واستطاعوا من خلالها الحصول على وظائف كبيرة وحققوا نجاحًا كبيرًا"، ويدل ذلك على ارتباط الشطرنج ارتباطًا وثيقًا في الحياة الواقعية.
مع تعدد رياضات العقل وظهورها على مر العصور المختلفة تبقى الشطرنج أشهرها وأكثرها متعةً بالنسبة للكثيرين.