في كل مرة نفتح فيها كتابًا جديدًا كأننا نفتح بابًا إلى عالم آخر مليء بالمفاجآت والقصص والمعرفة، فالقراءة ليست مجرد كلمات على ورق؛ بل هي رحلة خيالية تأخذنا إلى أماكن بعيدة وشخصيات ممتعة وأفكار تملأ عقولنا بالدهشة والسعادة، لهذا السبب نحب القراءة ونشعر بالسعادة عندما نمسك كتابًا ونبدأ في تصفّح صفحاته.
القراءة تجعلنا أكثر ذكاءً لأنها توسّع آفاقنا وتعلّمنا أشياء جديدة في كل مرة نقرأ فيها، فمن خلال القصص والكتب نتعرف على عوالم لم نزرها وأشخاص لم نلتقِ بهم وأفكار لم نكن نعرفها من قبل، القراءة تشبه السحر فهي تحوّلنا من مجرد أطفال في صف المدرسة إلى أبطال مغامرين، علماء صغار، أو مستكشفين شجعان.
القراءة أيضًا تجعلنا نحسّ ونفهم مشاعر الآخرين لأن القصص التي نقرؤها تعلّمنا التعاطف والرحمة، عندما نقرأ عن طفل حزين أو عن صديق يحقق حلمه نعيش تلك اللحظات معه ونشعر وكأننا جزء من حكايته. وهكذا نتعلم كيف نكون طيبين ونفهم طريقة تفكير الآخرين.
من أجمل الأوقات في اليوم هي تلك اللحظات الهادئة التي نجلس فيها مع كتاب نحبه، لا شيء يُضاهي شعورنا ونحن نغوص في قصة مشوّقة أو نقرأ عن الحيوانات والفضاء أو المخلوقات الخيالية، وفي كل صفحة نكبر قليلًا ونتعلم شيئًا جديدًا دون أن نشعر بأن ذلك واجب أو عمل، بل هو متعة خالصة نعيشها بكل حواسنا.
نحب القراءة لأنها تملأ وقتنا بما هو مفيد وممتع في الوقت نفسه، وبدلًا من الشعور بالملل أو تضييع الوقت في أمور غير نافعة تمنحنا الكتب صداقة لا تنتهي؛ فهي لا تغضب منا ولا تملّ وجودنا، بل تكون دائمًا هناك تنتظرنا لنعود إليها متى أردنا.
لهذا كله، نحب القراءة لأنها ليست مجرد هواية بل نافذة نطلّ منها على العالم وجسر نعبر به إلى المستقبل ومفتاح نفتح به أبواب المعرفة والإبداع، وعندما نقرأ؛ فإننا نبني أنفسنا ونجهز عقولنا لحياة مليئة بالنجاح والتميز.