تُعتبر تربية النحل من الأنشطة الزراعية الهامة التي يمارسها العديد من المزارعين في الأردن، لما لها من فوائد اقتصادية وبيئية عديدة، فالنحل لا يساهم فقط في إنتاج العسل الذي يُعد من المنتجات الطبيعية ذات القيمة الغذائية العالية بل يلعب أيضًا دورًا محوريًا في عملية التلقيح، مما يزيد من إنتاج المحاصيل الزراعية ويحسن جودتها في مختلف مناطق المملكة.
تنتشر في الأردن العديد من مزارع تربية النحل التي تعتمد على تقنيات حديثة وأساليب علمية تهدف إلى تحسين إنتاجية العسل وزيادة كفاءة العمل في هذا المجال، تبدأ عملية تربية النحل عادةً باختيار الموقع المناسب وهو أحد العوامل الأساسية في نجاح المشروع حيث يُفضل أن تكون المزارع في مناطق ذات بيئة طبيعية غنية بالأزهار والنباتات التي توفر للنحل مصدرًا غذائيًا متنوعًا ووفيرًا.
كما تُعد المراقبة الدائمة للنحل من العوامل الضرورية لضمان صحته وزيادة إنتاجه، ويجب توفير مستعمرات النحل أو الخلايا المناسبة التي تضمن له بيئة صحية وآمنة للعيش والعمل داخلها، بالإضافة إلى ذلك من المهم مراقبة الفصول المختلفة وتقديم الرعاية اللازمة للنحل من حيث الوقاية من الأمراض والطفيليات التي قد تصيبه.
ومع تزايد الوعي بأهمية النحل في النظام البيئي وتحقيق الأمن الغذائي أصبحت تربية النحل خيارًا اقتصاديًا واعدًا للعديد من الشباب الأردني، إذ يمكن للمربين بيع العسل ومشتقاته مثل: شمع العسل وصمغ النحل، مما يعزز دخلهم ويسهم في تحسين المستوى الاقتصادي للمجتمعات الريفية في الأردن، كما تُعد تربية النحل وسيلة فعالة للحفاظ على التوازن البيئي؛ من خلال تعزيز عمليات التلقيح التي تزيد من التنوع البيولوجي وتحسن خصوبة التربة في مختلف المناطق الزراعية في المملكة.
وتُعتبر تربية النحل من الأنشطة التي لا تقتصر على الإنتاج التجاري فحسب؛ بل تمتد لتشمل الحفاظ على البيئة وتحقيق الاستدامة الزراعية في الأردن.