هم الأشخاص الذين يؤثرون سلبًا على حياة من يتعامل معهم، سواء على المستوى الأخلاقي والاجتماعي أو النفسي، فهم يشجعون على السلوكيات الخاطئة، مثل: التدخين وتعاطي المخدرات والعنف أو حتى التغيب عن المدرسة والعمل.
ومن أسباب مصاحبة رفقاء السوء ضعف الشخصية، إذ قد ينجرف الشخص نحوهم بسبب عدم ثقته بنفسه أو رغبته في الانتماء إلى مجموعة، كما أن الجهل بالعواقب يلعب دورًا حيث لا يدرك بعض الشباب مخاطر مصاحبة مثل هؤلاء الأصدقاء، بالإضافة إلى ذلك قد تؤدي المشاكل الأسرية إلى بحث الشخص عن رفقاء السوء كوسيلة للهروب من الضغوط المنزلية والتأثر بالبيئة المحيطة، إذ إن الشخص إذا نشأ في بيئة مليئة بالسلوكيات السيئة فقد يعتاد عليها.
أما عن آثار مصاحبة رفقاء السوء، فهي متعددة ومنها الانحراف الأخلاقي أي التأثر بسلوكياتهم السيئة مثل: الكذب والسرقة أو العنف، كما تؤدي هذه الصحبة إلى التدهور الدراسي أو الوظيفي بسبب الإهمال وعدم الاهتمام بالمسؤوليات، فضلًا عن أن رفقاء السوء قد يعرّضون الشخص للمشاكل القانونية، مما قد يؤدي إلى الوقوع في مشكلات مع القانون بسبب تصرفاتهم، ولا ننسى تأثيرهم على السمعة حيث يفقد الشخص احترام الآخرين وثقتهم، إضافةً إلى ذلك، هناك التأثير النفسي إذ قد يشعر الفرد بالقلق والاكتئاب أو الوحدة بعد انهيار العلاقات الصحية.
ولمحاولة تجنب رفقاء السوء، يجب اختيار الأصدقاء الصالحين من خلال البحث عن من يشجعون على الخير والنجاح وتقوية الوازع الديني والأخلاقي حيث يحمي ذلك من الانحراف، كما يجب الاستفادة من الاستشارة الأسرية واللجوء إلى الأهل أو المختصين عند الشعور بالضغط أو التعرض لأي موقف، كذلك من الضروري تجنب الأماكن المشبوهة والابتعاد عن الأماكن التي يتواجد فيها رفقاء السوء، ومن ناحية أخرى، ينبغي العمل على تطوير الذات والانشغال بالهوايات والتعلم، فذلك يعزز الثقة بالنفس ويُبعد عن الصحبة السيئة.
وتوجد علامات تدل على أن صديقك من رفقاء السوء، مثل تشجيعك على كسر القوانين أو التعدي على حقوق الآخرين، والاستهزاء بأهدافك وطموحاتك، ودفعك إلى إيذاء نفسك (مثل: التدخين، المخدرات، القيادة المتهورة)، أو التلاعب بك عاطفيًا أو ماديًا.
أما عن دور الأسرة والمدرسة في الوقاية من رفقاء السوء، فيتمثل دور الأهل في اكتشاف أصدقاء أبنائهم السيئين من خلال الرقابة غير المباشرة، والتقرب منهم حتى لا يكون هناك حاجز بينهم، وتقديم النصح والدعم. في حين يكمن دور المدرسة في توعية الطلاب بأهمية اختيار الأصدقاء الجيدين، وطرح برامج إرشادية تساعد الشباب على تجنب الصحبة السيئة.
وقد جاء الإسلام محذرًا من الصحبة السيئة، كما ورد في القرآن الكريم: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا﴾ (الفرقان: 27-28).
وكذلك في حديث النبي ﷺ: (الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ) رواه أبو داود والترمذي.
إن مصاحبة رفقاء السوء قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع، لذا يجب الحرص على اختيار الصحبة الصالحة التي تدعم النجاح والتطور، فالوقاية خير من العلاج، والابتعاد عن مثل هذه العلاقات يحفظ كرامة الإنسان ومستقبله.
"الصاحب ساحب"، فاختر من يصحبك إلى الجنة لا إلى النار.